بيروت (لبنان) - يمكن القول بأنها أكثر التغييرات التي طرأت على رأس الجهاز الفني للمنتخبات الوطنية منذ أن تم إضفاء الطابع المؤسسي على تصفيات كأس آسيا لكرة السلة.
ستدخل العديد من المنتخبات الوطنية إلى النافذة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2025 الأسبوع المقبل بمدربين جدد يقودون برامجها، حيث تتطلع معظمها إلى إحداث تغيير كبير في حين تأمل المنتخبات الأخرى في تطوير مستوى أدائها.
والآن نلقي نظرة على بعض الفرق التي قامت بالتغيير. قد يكون هناك القليل منها يبدو مألوفاً للجماهير. ولكن من سيكون له التأثير الأكبر؟
جاد الحاج إلى البحرين
تفاجأ الكثيرون عندما انتشر خبر انتقال جاد الحاج في مايو الماضي إلى البحرين لتولي منصب المدير الفني للمنتخب البحريني خلفاً لريكارد كاساس.
اشتهر هذا المدرب الشاب بعمله مع منتخب لبنان الذي قاد منتخب الأرز للفوز بالميدالية الفضية في كأس آسيا 2022 في جاكرتا والمشاركة في كأس العالم لكرة السلة 2023، وهي الأولى له منذ 13 عاماً.
نعم، نفس كأس العالم حيث كادوا أن يطيحوا بفرنسا في واحدة من أكثر المباريات إثارة التي شهدها الحدث العالمي العام الماضي.
وقد أصبح معروفًا أكثر بسبب نجاحه على مستوى الأندية أيضًا، حيث قاد فريق الحكمة إلى وصافة دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة في يونيو الماضي. وكانت تلك المباراة الأخيرة له مع الفريق اللبناني قبل أن يغادر إلى البحرين.
وقد بدأ الحاج في العمل مع المنتخب البحريني، وحقق نتائج قوية حتى الآن. فقد قاد الفريق إلى تحقيق أول ذهبية له على الإطلاق في بطولة كأس الخليج للمنتخبات الوطنية في سبتمبر الماضي، حيث فاز على قطر في النهائي بنتيجة 73-68.
ولا شك أنه يريد أن يبني على ذلك قبل الدخول في النافذة 2، حيث سيواجهون سوريا في 22 نوفمبر والإمارات العربية المتحدة في 24 نوفمبر.
منتخب الأرز يضمّ ميودراغ بيريسيتش
ومع توديع الحاج، استعان المنتخب اللبناني بخدمات ميودراغ بيريسيتش الذي أصبح مألوفًا لدى الجماهير اللبنانية على مر السنين.
قام المدرب الصربي بالعديد من المهمات في بطولة لبنان لكرة السلة، أولاً مع أنيبال زحلة ثم التضامن ذوق قبل أن يتجه إلى نادي بيروت.
لقد نجح في أماكن أخرى أيضاً. قاد فريق اتحاد المنستير إلى بطولة دوري إفريقيا لكرة السلة في عام 2022، حيث درب فريقاً ضم أيضاً اللاعب اللبناني المجنس السابق أتير ماجوك الذي تخطى بترو دي لواندا في النهائي.
ستكون هذه عودة بيريسيتش إلى منافسات المنتخب الوطني. يعمل المدرب البالغ من العمر 52 عاماً في مجال التدريب منذ عام 1999، وسبق له أن تولى تدريب منتخب قطر في عامي 2020 و2023.
كانت بدايته مع منتخب الأرز في بطولة التصفيات الأولمبية المؤهلة لكأس العالم لكرة السلة في مايو الماضي - مثل الحاج مع البحرين. لعبوا في بطولة إسبانيا OQT التي أقيمت في فالنسيا، ووصلوا إلى نصف النهائي قبل أن ينهزموا أمام منتخب البهاماس بنتيجة 89-72.
والآن، يتطلع بيريسيتش إلى الحفاظ على سجل لبنان نظيفاً في هذه النافذة 2، حيث من المقرر أن يلتقي مع الإمارات يوم 22 نوفمبر وسوريا يوم 25 نوفمبر. ستقام المباراتان على صالة الشيخ سعيد بن مكتوم الرياضية في دبي.
الصين تستدعي جوو شيكيانغ مرة أخرى
استدعت إحدى القوى التقليدية في القارة الآسيوية أحد الحراس القدامى بعد أن أعادت الصين تعيين غوو شيكيانغ كمدير فني لمنتخب التنانين في يوليو الماضي. تم استقدام اللاعب السابق الذي أصبح مدرباً ليحل محل ألكسندر دجوردجيفيتش.
ستكون هذه هي المرة الثانية التي يتولى فيها غوو تدريب منتخب الرجال، حيث سبق له القيام بذلك قبل 15 عاماً أو في بطولة آسيا لكرة السلة 2009 حيث اكتفى الفريق بالميدالية الفضية. لكن ثبت أنها كانت مهمة وحيدة، حيث استقال من منصبه في نفس العام.
كان عمره 34 عامًا فقط وقت التعاقد معه في عام 2009، مما يجعل اللاعب الأوليمبي السابق أصغر من تم تعيينه مدربًا للمنتخب الصيني.
الآن في سن الـ 49، يعود غوو بخبرة وحكمة أكبر بكثير اكتسبها من السنوات التي قضاها في توجيه الآخرين وأبرزها في دوري كرة السلة الكوري، حيث كان بطلاً مرة واحدة وحاز مرتين على جائزة أفضل مدرب في العام.
تولى التدريب منذ اعتزاله كلاعب في عام 2005 وهو في سن الثلاثين من عمره، ويرث برنامجًا متعطشًا للفوز بذهبية كأس آسيا منذ عام 2015. وتستمر رحلة العودة إلى البطولة في هذه النافذة، حيث سيواجهون غوام (21) ومنغوليا (24).
يوهانيس وينار يحل محل ميلوس بيجيتش في منتخب إندونيسيا
قررت إندونيسيا الاستغناء عن ميلوس بيجيتش وترقية يوهانيس وينار، وهي المرة الأولى منذ نصف عقد من الزمان التي يتولى فيها مدرب محلي تدريب المنتخب.
تم تعيين المدرب أهانج في أكتوبر الماضي فقط مع انتهاء الشراكة بين المدرب الصربي والاتحاد الإندونيسي لكرة السلة، وهي الفترة التي تميزت بتحقيق الميدالية الذهبية في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا الحادية والثلاثين في فيتنام.
كما قاد بيجيتش المنتخب الإندونيسي في كأس آسيا 2022 وبطولات المنتخبات الوطنية الأخرى بعد ذلك حتى نهاية التزامه معهم. خلف راجكو تورومان قبل أيام فقط من كأس آسيا التي أقيمت في جاكرتا.
والآن، تنتظر أندونيسيا حقبة جديدة من نوع ما تحت قيادة وينار، الذي كان في الواقع مدربًا مساعدًا لكل من تورومان وبيجيتش قبل هذه الترقية.
كان وينار البالغ من العمر 53 عامًا جزءًا من المنتخب الفائز بالميدالية البرونزية في دورة ألعاب جنوب شرق آسيا الـ20، وقد رفع من أسهمه في الأشهر الأخيرة. قاد بيليتا جايا إلى عرض قوي في النسخة الافتتاحية من دوري أبطال آسيا لكرة السلة، ثم إلى لقب IBL بعد فترة وجيزة.
جايكوب تشانس لقيادة المنتخب الأسترالي بعد ” غورج
بعد انتهاء ولاية براين غورجيان، اختارت أستراليا الاعتماد على الشباب في النافذة الثانية بتعيين جاكوب تشانس البالغ من العمر 31 عاماً كمدرب رئيسي للفريق.
كان يشغل منصب رئيس قسم الفيديو والتحليلات في منتخب البومرز لكنه اكتسب الكثير من الاحترام للعمل الذي قام به كمدرب مساعد. قبل انضمامه إلى ملبورن يونايتد، كان يعمل سابقًا مع بيرث وايلدكاتس وتسمانيا جاك جامبز.
”وقال تشانس ل Basketball Australia: ”لقد اكتسبت خبرة جيدة في كرة السلة الاحترافية على مدار العقد الماضي مع كل من بومرز وفي دوري كرة السلة الوطني.
وأضاف: ”إن المشاركة في بطولات كبرى مثل كأس آسيا لكرة السلة وكأس العالم والأولمبياد وغيرها من البطولات تملأني بالثقة في التحدي الذي ينتظرنا“.
سيقود تشانس منتخب أستراليا الذي سيحظى بدعم المدربين المساعدين كيري ويليامز وروبي ماكينلاي، حيث سيقود منتخب أستراليا الذي يتطلع للفوز على تايلاند وأستراليا لتحقيق رباعية نظيفة - وهي المباريات التي سيخوضها في بانكوك وغويانغ على التوالي.
قطر تستقدم هاكان دمير
في تطور كبير نحو الاستعداد لبطولة كأس العالم لكرة السلة 2027، استبدلت قطر ثاناسيس سكورتوبولوس بالمدرب هاكان ديمير.
يتمتع ديمير البالغ من العمر 56 عاماً بخبرة تدريبية واسعة يمكن أن تساعد بالتأكيد البرنامج المدجج بالشباب أثناء استعدادهم للاستضافة الكبيرة. سبق للتركي أن تولى تدريب منتخب إيران، وقاده في كأس العالم العام الماضي حتى النافذة 1 من التصفيات الجارية.
كما عمل كمساعد لمنتخبات الشباب ثم المنتخبات الوطنية الأولى في تركيا في مسيرته التي شهدت تدريبه في صفوف المحترفين في وطنه.
كان دمير في الواقع لا يزال مع منتخب إيران عندما فاز على القطريين في الجولة الأولى بنتيجة 76-73 في مباراة مثيرة في طهران. والآن، سيتطلع إلى مساعدة الأخير (0-2) على تغيير حظوظه أمام الهند، ومرة أخرى أمام الإيرانيين في النافذة القادمة.
جود فلافيل المسؤول عن منتخب نيوزيلاندا
استدعى منتخب نيوزيلندا مرة أخرى أحد أعضاء منتخب عام 2002 الذي وصل إلى المربع الذهبي لبطولة كأس العالم لكرة السلة لتدريب الفريق وهو جود فلافيل.
وقد تولى فلافيل زمام الأمور التي كان يتولاها سابقاً بيرو كاميرون، الذي استقال لقبول عرض لقيادة فريق نينغبو روكتس من دوري كرة السلة الصيني.
وقد حل كاميرون نفسه محل بول هيناري، مما يجعل من فلافيل ثالث عضو في منتخب الأسود الطويل الشهير يتم تعيينه كمدرب رئيسي للبرنامج.
يتمتع فلافيل البالغ من العمر 50 عاماً بعلاقات قوية مع برنامج المنتخب الوطني. فقد كان مدرباً لفريق نيوزيلندا تحت 18 سنة في عام 2013. عمل فلافيل كمساعد مع منتخب الناشئين تحت 18 سنة في عام 2014، وكمساعد مع منتخب الناشئين تحت 18 سنة في عام 2020.
يتولى فلافيل تدريب فريق فاز في أول مباراتين له في النافذة 1، وسيخوض تجربة صعبة في مانيلا ضد الفلبين التي فازت أيضاً 2-0 في 21 نوفمبر. ستستضيف نيوزيلندا بعد ذلك منتخب الصين تايبيه في 25 نوفمبر.
تغييرات بارزة أخرى
أما المنتخبات الأخرى التي ينبغي الحذر منها من خلال إجراء تبديلات تدريبية خاصة بها فهي العراق التي رحبت بـ فيسيلين ماتيتش.
كان ماتيتش مدربًا سابقًا مع منتخب الهند، حيث أشرف على منتخبي الناشئين والكبار للرجال خلال فترة تواجده هناك. ومع توديعه، استدعى منتخب الهند الأمريكي سكوت فليمينج الذي درب منتخب الرجال في الفترة من 2012 إلى 2015.
ثم هناك تايبيه الصينية مع جيانلوكا توتشي؛ وإيران مع سوتيريوس مانولوبولوس؛ والسعودية مع كاساس، الذي كان يعمل في البحرين كما ذكرنا.
القائمة الكاملة للمدربين في تصفيات كأس آسيا لكرة السلة 2025
FIBA