دبي (الإمارات العربية المتحدة) – لا يخشى نادي شباب الأهلي الإماراتي إجراء التغييرات عندما يرون أنها ضرورية.
والتعديلات التي قاموا بها خلال الأشهر الماضية كانت الأكثر جدوى، حيث قادت أخيرًا عملاق دوري الإمارات لكرة السلة إلى نجاح تاريخي في دوري السوبر لغربي آسيا لكرة السلة (فيبا وصل).
قال قيس الشبيبي: "قمنا ببعض التغييرات، والآن أعتقد أننا وجدنا جميع قطع الأحجية".
أدلى النجم الأمامي بهذا التصريح بعد أن حقق نادي شباب الأهلي من دبي لقبه الأول في دوري الخليج ضمن وصل، عقب تفوقه على نادي الاتحاد السعودي في سلسلة النهائي (أفضل من ثلاث مباريات)، حيث فاز في المباراة الثانية بنتيجة ٩٠-٨٣ في جدة.
نعم، حققوا هذا الإنجاز على أرض خصومهم، لكن الانتصار لم يكن فقط عن إتمام المهمة خارج الديار، بل كان تتويجًا لمسعاهم نحو الذهب في دوري كانوا من رواده.
كان شباب الأهلي من أوائل الفرق الـ١٦ التي شاركت في النسخة الافتتاحية من دوري فيبا وصل، لكن التتويج باللقب ظل بعيد المنال خلال أول موسمين من البطولة الإقليمية.
وفي الوقت الذي تمكن فيه نادي المنامة ونادي الكويت من كتابة أسمائهما بحروف بارزة في تاريخ البطولة، كان شباب الأهلي لا يزال يبحث عن مكانه بين الكبار، عاجزًا عن بلوغ المرحلة النهائية.
أقرب ما وصل إليه الفريق كان في موسم ٢٠٢٢\٢٠٢٣، حين بلغ نصف النهائي، لكنه خرج على يد نادي الكويت الذي مضى لاحقًا ليحرز أول ألقابه في دوري الخليج.
"السنتين الأولى كانت في غاية الصعوبة بالنسبة لنا"، قال قيس الشبيبي، أحد أبرز عناصر الفريق منذ الموسم الأول. "كل موسم شاركنا فيه في فيبا وصل، واجهنا تحديات وظروفًا مختلفة."
ومع هذه التجارب، أدرك النادي أن الطريق نحو القمة يتطلب إعادة تشكيل المنظومة. فبدأ الفريق بإجراء تغييرات محورية، أبرزها في عام ٢٠٢٣ حين تم تغيير المدرب، حيث أنهى النادي علاقته مع زوران زوبسيفيتش وتعاقد مع وليد الزريدة لقيادة المرحلة الجديدة.
لكن وليد الزريدة لم يستمر طويلاً، حيث تم استبداله قبل نهاية عام ٢٠٢٤، عندما قررت الإدارة العليا التعاقد مع الصربي ميودراغ بيريسيتش، بعد أن أصبح متاحًا إثر رحيله عن نادي الوصل الإماراتي.
إلى جانب التغيير في الجهاز الفني، شهد الفريق أيضًا تعزيزات مهمة على صعيد التشكيلة، حيث تم التوقيع مع عدد من الأسماء البارزة، أبرزهم الأمريكي سيردوم بوينتر، الذي ساهم في تتويج المنامة بلقب فيبا وصل ٢٠٢٣ في دبي.
لكن في هذا الموسم، افترقت الطرق بين الطرفين، ليبدأ شباب الأهلي مرحلة جديدة مع تعاقدات مؤثرة شملت الثلاثي ديشوندري واشنطن، وجميل هايجينز، وكريس كراوفورد – الذي سبق له أن لعب لفترة قصيرة مع نادي بيروت خلال موسم ٢٠٢٢\٢٠٢٣ في دوري غرب آسيا.
وهكذا، مع قيادة فنية جديدة تحت إشراف بيريسيتش، وثلاثي أجنبي قوي، إلى جانب الركائز المحلية الثابتة مثل قيس الشبيبي، وحامد لطيف، وسعيد العجماني، تحقّق أخيرًا الحلم الذي طال انتظاره.
أصبح شباب الأهلي بطل دوري فيبا وصل – منطقة الخليج لموسم ٢٠٢٤\٢٠٢٥، وهو إنجاز له قيمة مضاعفة، إذ أكد أن وصولهم وصيفًا في النسخة الأولى من دوري أبطال آسيا لكرة السلة لم يكن صدفة – لكن تلك قصة أخرى.
لهذا السبب، لم يُخفِ نجم الفريق قيس الشبيبي فخره الكبير بما حققه شباب الأهلي.
وقال اللاعب القوي البالغ من العمر ٣٣ عامًا بسعادة: "أخيرًا، يمكن للجميع أن يرونا كفريق متكامل." وقد تألق في المباراة الثانية من النهائي بتسجيله "دابل-دابل" مميز شمل ٢١ نقطة و١١ متابعة، إلى جانب سرقتين.
وأضاف الشبيبي: "سواء كان اللاعبون على أرض الملعب أو القادمين من الدكة، الجميع يشارك ويقدّم الإضافة. هذا هو السبب في وصولنا إلى النهائي، وهذا ما جعلنا نحقق لقب فيبا وصل."
وهذا الإنجاز الكبير عزّز ثقته بقدرة الفريق على المنافسة في الدور النهائي المنتظر من دوري فيبا وصل ٢٠٢٥ (Final 8)، الذي سيُقام من ١٠ إلى ١٨ مايو على ملعب نهاد نوفل في ذوق مكايل، لبنان.
وختم قائلاً: "هذا يمنحنا الثقة للدخول في المنافسة، لكن هناك فرق مختلفة من غرب آسيا... وسيكون هناك فريقان إضافيان أيضًا. الأمر مختلف، مستوى مختلف، بطولة مختلفة – وعلينا أن نكون جاهزين."
FIBA