جدة (المملكة العربية السعودية) - مع تضاؤل الثواني الأخيرة، سجد أسامة البرقاوي في الملعب الرئيسي لمجمع الشيخ سعد العبدالله الرياضي في لفتة شكر للسماوات.
وقد فعل ذلك قبل انطلاق صافرة النهاية وذلك لأن النتيجة كانت قد حُسمت بالكامل، والتي فاز فيها نادي الاتحاد على نادي القادسية في الجولة الثالثة من نصف نهائي دوري WASL - الخليج العربي لكرة السلة 2024/2025.
...لم يكن أحد مؤمناً بذلك. ولكننا الآن لدينا الإيمان
ثم انتقل الفريقان بعد ذلك إلى المصافحة المعتادة بعد انتهاء المباراة ولم يمضِ وقت طويل حتى انفجر الفريق السعودي فرحًا بعد أن قاده الفوز إلى نهائي دوري المنطقة الفرعية.
لقد كانت ليلة عاطفية إلى حد ما بالنسبة للفريق بأكمله، في الواقع، بدا المدرب سلوبودان سوبوتيتش حتى بعد الاحتفال مع رجاله، متأثرًا للغاية وهو يستجمع أفكاره خلال المؤتمر الصحفي بعد المباراة.
”هذه لحظة عاطفية بالنسبة لي ولفريقي، لأنه عندما بدأنا المباراة، لم يكن أحد يعتقد أننا يمكن أن نصل إلى هذا الحد“، كما قال في أعقاب فوزهم 88-74. "والآن، نحن ذاهبون إلى النهائي."
كيف تمكن الاتحاد من قلب الأمور رأساً على عقب ليصل إلى ما هو عليه الآن هي قصة بحد ذاتها. فبالنسبة للقادمين الجدد، لم يفز الإتحاد إلا مرتين فقط في مبارياته الست التي خاضها في المجموعة الثانية في مرحلة المجموعات.
ومع ذلك أثبتوا أنهم محظوظون بما فيه الكفاية لإنهاء البطولة كمصنف ثالث في المجموعة التي أصبحت في الواقع ”مجموعة الموت“ في دوري الخليج العربي. وبالتالي، كان ذلك يعني تأهله إلى تصفيات نصف النهائي.
لكن الفريق كان لديه هذا المفتاح، ربما، الذي استعملوه في المرحلة النهائية. فالفريق الذي عانى مبكرًا استطاع أن يطيح بنادي الكويت من سيطرته على دوري المناطق الفرعية باكتساح استمر لمدة عامين.
خسر مباراته الافتتاحية في الدور نصف النهائي أمام القادسية لكنه عاد بقوة في المباراة الثانية قبل أن يكمل الاكتساح العكسي، وهو ما لم يفعله أي فريق في دوري المناطق الفرعية في المرحلة المذكورة حتى الآن.
ويتذكر سوبوتيتش معركتهم ضد الفريق صاحب المركز الأول في المجموعة B، قائلاً: ”جئنا إلى هنا في المباراة الأولى، وخسرنا بفارق 13 نقطة، وهزمناهم في ملعبنا، وجئنا اليوم ولعبنا كما يجب أن نلعب طوال الوقت“.
نعم، لقد سحق الاتحاد آمال النادي نفسه الذي هزمه أيضًا مرتين في الأدوار التمهيدية، ولكن ليس هذا الانتصار وحده هو ما جعل الأمر حلوًا بالنسبة لبقية الفريق.
إنها الطريقة التي تغلبوا بها على كل التحديات والنكسات خلال هذا الموسم - من غياب اللاعبين بسبب التزامات مختلفة، إلى فقدان لاعب الارتكاز الأساسي ماكور مايكر لإصابة في الإبهام ستستلزم إجراء عملية جراحية.
وكشف اللاعب السابق الذي تحول إلى مرشد للفريق قائلاً: ”منذ 25 يناير لم نتدرب بشكل كامل“. ”كما تعلمون جميعًا، لدينا العديد من اللاعبين في المعسكرات - لديهم معسكرات وبطولة“.
"وفي كثير من الأحيان، يأتي اللاعبون في اليوم السابق للمباراة. لعبنا الكثير من المباريات بدون لاعبين أو ثلاثة. لذا، عندما لا تتدرب معًا، لا يكون لديك انسجام، لا يكون لديك الوقت".
لكن الشيء الجيد في فريقه، وفقًا لما قاله صاحب الـ68 عامًا، هو أن لديهم الشجاعة للقتال في كل ما يعترض طريقهم والحرص على المنافسة بأفضل ما يمكنهم.
وخير دليل على ذلك هو نجاحهم في الدوري السعودي لكرة السلة مؤخرًا، حيث تفوقوا على أهلي جدة في النهائي ليحصدوا اللقب - ويجدوا التعويض بعد احتلالهم مركز الوصيف في 2024.
وقال سوبوتيتش الذي فاز الآن بثلاث بطولات في ثلاثة بلدان مختلفة بعد أن فاز بأول بطولتين في اليونان ولبنان على التوالي: ”لكن إذا كان لديك قلب، إذا كنت تؤمن, تستطيع فعل الكثير من الأشياء“.
إلى جانب القلب، أصبح إيمانهم أقوى من أي وقت مضى أيضًا، خاصة بعد أن حجزوا لأنفسهم رحلة إلى نهائي دوري الخليج العربي في مسيرة لا يمكن إنكار أنها كانت غير متوقعة للفريق.
"كما قال، لم يكن أحد يؤمن. ولكننا الآن نؤمن بذلك"، قال كيرون ديشيلدز، الذي تألق في المباراة الحاسمة في الجولة الثالثة بتسجيله 34 نقطة من 5 رميات ثلاثية، بالإضافة إلى كرتين مرتدتين و4 تمريرات حاسمة و5 سرقات.
ومع ذلك، فإن قصة سندريلا لم تنتهِ بعد بالنسبة لهذه المجموعة. ويأمل سوبوتيتش في شيء واحد فقط عندما يواجهون شباب الأهلي في سلسلة اللقب التي تبدأ في 8 أبريل في دبي.
”أتمنى أن نبقى جائعين“. ”أتمنى أن نظل جائعين“.
FIBA